ألقى أحمد علي عبدالله صالح، نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام ، خطابًا جادًا الاثنين بمناسبة الذكرى الثامنة لانتفاضة الثاني من ديسمبر، تلك الثورة التي أودت بحياة والده الرئيس السابق علي عبدالله صالح والأمين العام للحزب عارف الزوكا عام 2017.
وجاء الخطاب متزامنًا مع احتفالات اليمن بعيد الاستقلال "30 نوفمبر"، حيث قدّم صالح هذين اليومين كمحطتين توحدان الجبهة الوطنية لمواجهة قوات الحوثي، متهمًا إياهم بفرض "مرحلة ظلام" على اليمن.
وقال صالح مخاطبًا اليمنيين داخل الوطن وخارجه: "الثاني من ديسمبر لم يكن مجرد يوم، بل كان صرخة أمة ضد الظلم، وزئيرًا جمهوريًا خالصًا في وجه الانقلاب".
وأشار إلى والده والزوكا باعتبارهما رمزين للمقاومة، واصفًا استشهادهما بأنه دفاع "عن الدولة والحرية ووحدة اليمن".
وركز الخطاب، على ضرورة تجاوز الخلافات المناطقية والحزبية والشخصية لإعادة بناء مؤسسات الدولة، واستعادة "الهوية اليمنية الجامعة" التي قال إن سيطرة الحوثي قضت عليها.
دعوة لدفن الخلافات
وجّه صالح انتقادات لاذعة لميليشيا الحوثي، متهمًا إياها بتحويل اليمن إلى "سجن كبير" عبر الاعتقالات التعسفية ومصادرة الممتلكات وقمع الأصوات المعارضة.
وأضاف: "يستهدفون قيادات المؤتمر الشعبي العام وكل اليمنيين بلا استثناء"، داعيًا القوى السياسية والقبلية إلى "فتح صفحة جديدة تقوم على الصراحة والتسامح والشراكة الوطنية الحقيقية".
وجاء هذا النداء انعكاسًا لتغير في موقف المؤتمر، الذي يسعى لإعادة تعريف دوره ضمن التحالف المناهض للحوثي .
واكتسب توقيت الخطاب دلالة رمزية بارتباطه بذكرى استقلال الجنوب عن بريطانيا في 30 نوفمبر 1967. فقد وصف صالح اليومين بأنهما "محطتان تجسدان روح الكفاح والكرامة والحرية"، متجنبًا الدخول في جدل حول مستقبل الجنوب السياسي.
وركز بدلًا من ذلك على أولويات آنية: وقف التقدم العسكري الحوثي، وتأمين المساعدات الإنسانية، واستعادة سلطة الدولة في المناطق المحررة.
تحديات تواجه الوحدة
رغم أن رسالة صالح تعكس خطابًا تقليديًا للمؤتمر الشعبي العام، إلا أن تأثيرها لا يزال غير مؤكد. فالحزب، الذي كان القوة السياسية المهيمنة في اليمن، يعاني صعوبة في استعادة نفوذه وسط التحالف المناهض للحوثي .
وفي الوقت ذاته، تواصل جماعة الحوثي بدعم إيراني تشديد سيطرتها على صنعاء وطرق التجارة في البحر الأحمر، مما يعقد جهود المصالحة.
وأكد صالح: "الأمم لا تنهض إلا عندما تتحد وتعمل بروح واحدة"، مضيفًا: "القوة في الوحدة، والكرامة في التماسك".
إرثٌ واستعجال
واختتم صالح خطابه بشكر منظمي فعاليات ذكرى ديسمبر، واصفًا المناسبة بـ"اللهب المتوقد" الذي يثبت أن "اليمن لا يموت، والجمهورية لا تسقط، والحرية لا تُقهَر".
وسعت كلماته إلى الموازنة بين الحداد والتعبئة، وهي مهمة صعبة بينما دخل الانقلاب على الشرعية اليمنية عقده الثاني دون نهاية واضحة في الأفق.
- المقالات
- حوارات








