الرئيسية - محافظات وأقاليم - جريمة تجنيد الحوثيين للأطفال.. الآثار والتداعيات
جريمة تجنيد الحوثيين للأطفال.. الآثار والتداعيات
الساعة 10:33 صباحاً (علي أحمد قلي)

ترتكب مليشيا الحوثي الإرهابية انتهاكات وجرائم كثيرة بتجنيدها الأطفال، فلا تقف الجريمة عند مجرد التجنيد، بل تتعدى ذلك إلى جرائم أخرى تعكس توحش هذه المليشيا الإرهابية وتجاوزها كل القوانين والأعراف، وأبرزها الاختطاف، والحرمان من التعليم، والقتل، والإصابة، والتهديد، وما يترتب على ذلك من أضرار.

وتتعمَّد مليشيا الحوثي إيذاء الطفولة في اليمن بطرق شتى، كعمليات التجنيد التي وصلت إلى أكثر من 23000 ألف طفل، ومازال الرقم في تصاعد مستمر حسب تأكيد وكيل وزارة حقوق الإنسان نبيل ماجد، وتصريحٍ مماثل لوزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل د. ابتهاج الكمال في وقت سابق.

ويرى مراقبون للشأن اليمني أن مليشيا الحوثي وهي تنتهك حقوق الطفولة وتجند الأطفال ترتكب جريمة الاختطاف، وتمارس التضليل، ومن ثم التجنيد لتضاف إلى ذلك جريمة الحرمان من التعليم، وتصل تلك الجرائم إلى قتل الطفل، وفي أقل الأحوال إصابته، أو إعاقته، أو وقوعه في الأسر، ومتى حاول الطفل الهروب من التجنيد فإنه يتعرض للتهديد بالتصفية، أو السجن، أو الاعتداء عليه وعلى أسرته؛ وهذا قد يجعله يستسلم لرغبة المليشيا، أو يضطر إلى النزوح عن الديار، والوقوع في معاناة ومآسٍ أخرى كان في غنى عنها.

ويؤدي تجنيد الأطفال لدى مليشيا الحوثي إلى حرمانهم من حقوقهم المكفولة في القوانين والأنظمة، وأهمها حق الحياة، وحق الحماية، والسلامة الجسدية والنفسية، وكذلك حق الحياة مع الوالدين والأسرة، ويضاف إليها حق ممارسة الطفولة واللعب، وحق التعليم، وحرية الإرادة والتعبير.

ويصاب الطفل المجنَّد لدى مليشيا الحوثي بآثار جسدية وتأثيرات نفسية، تصاحبه في مستقبله القريب والبعيد، ومن أهم تلك التأثيرات النفسية الاضطرابات السلوكية التي تأخذ أشكالاً عدة، كالقلق، والخوف، وعدم الشعور بالأمان حتى في كنف الأسرة، إضافة إلى التوتر المستمر والانعزال.
 
ومن الآثار المعروفة لدى المختصين أن الطفل المجند يصبح لديه عدائية يعبر عنها بأوجه مختلفة يتضرر منها من حوله في المجتمع، إضافة إلى تضرره هو بذاته، وبالتالي تتوسع دائرة التداعيات، فتنتج المجتمعات المفككة، والقابلة لانتشار العنف والجريمة والإرهاب.

وهنالك آثار اجتماعية واقتصادية تصيب الأطفال المجندين، أبرزها النزوح أو التهجير، وما يتبع ذلك من معاناة وعبء على الأسرة وأفرادها، ومن بين تلك الآثار أيضاً انهيار المبادئ والقيم والمعايير الاجتماعية المتصلة بالحلال والحرام والخير والشر والحق والباطل أمام ناظري الطفل الذي اعتاد لفترة على مشاهدة أعمال القتل، والسرقة، والنهب، وحمل السلاح، والاستهانة بالدماء والأرواح.

وتنص اتفاقيات القانون الدولي الإنساني على حظر تجنيد ومشاركة الأطفال في النزاعات المسلحة، لكن المليشيات الحوثية الإرهابية ما تزال مستمرة في تجنيد الأطفال، وهناك أرقام مخيفة لعدد الأطفال الذين جندتهم المليشيات الحوثية دون مراعاة لمبادئ القانون الدولي الإنساني، وتعاليم الدين، وأعراف المجتمع، وضمير الإنسانية.

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص