استقبل فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم الثلاثاء، في قصر معاشيق بالعاصمة المؤقتة عدن، رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني، وعضوي هيئة الرئاسة محمد الشدادي ومحسن باصرة، في لقاء تشاوري تناول مستجدات الأوضاع السياسية والاقتصادية والخدمية.
وأكد فخامة الرئيس أن اللقاء يندرج في إطار الحرص المشترك على تعزيز التواصل بين السلطات، ومتابعة تنفيذ الاستحقاقات الوطنية في ظل الظروف الاستثنائية التي فرضتها الحرب المفتوحة التي تشنها مليشيا الحوثي والتنظيمات الإرهابية المتحالفة معها.
التحدي الاقتصادي في صدارة النقاش
ركزت المباحثات بشكل خاص على التحديات الاقتصادية الكبيرة التي تواجه الدولة، وخاصة بعد توقف الصادرات النفطية نتيجة الهجمات الحوثية المدعومة من إيران على المنشآت النفطية وسفن الشحن البحري، والتي أثرت بشكل مباشر على الخدمات الأساسية ومشاريع التنمية ورواتب الموظفين.
وقال الرئيس العليمي إن "المشهد الاقتصادي هو الأصعب منذ بدء الحرب"، مشدداً على أن الحكومة تعمل بمساعدة الأشقاء والأصدقاء على استعادة مصادر الدخل، وتنمية الموارد الذاتية، وفق مبادئ الشفافية والحوكمة.
وأشار إلى أن مجلس القيادة الرئاسي حريص على دعم جهود الحكومة في هذا المجال، بما في ذلك العمل على تحويل الأزمات إلى فرص عبر تنويع مصادر الدخل، واستكمال الموازنة العامة للدولة.
التهديد الحقيقي الاستجابة لمتطلبات المواطنين
وفيما يتعلق بالخلافات الداخلية، أكد العليمي أن "التهديد الحقيقي لتماسك الجبهة الجمهورية ليست الخلافات البسيطة كما تروج بعض المنابر، بل الاستجابة للتحديات المعيشية والخدمية للمواطنين".
وأضاف أن مجلس القيادة يعمل ضمن محددات التوافق والشراكة الوطنية، وبذات الحكمة التي نجح بها في تجاوز اختبارات سابقة، وسيواصل معالجة الاختلالات المالية، وتعزيز الثقة مع الشركاء الدوليين.
الوضع الأمني ومواجهة التنظيمات الإرهابية
على الصعيد الأمني، أوضح الرئيس أن الأجهزة العسكرية والأمنية حققت اختراقات مهمة ضد خلايا إرهابية مرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش، بدعم واضح من مليشيا الحوثي.
وشدد على ضرورة اعتماد خطاب وطني حازم في مواجهة التهديد الوجودي الذي تمثله هذه التنظيمات، مؤكداً أن الدفاع عن الدولة يتطلب وحدة الصف، وعدم الانجرار وراء الخطابات الإقصائية أو التهميش.
رفض أي محاولة لإضعاف السلطة التشريعية
وأبدى الرئيس استغرابه من بعض التفسيرات التي تصف هيئة التشاور والمصالحة بأنها بديل عن مجلس النواب، مؤكداً أن هذا التفسير "غير صحيح ولا يمت للدستور أو إعلان نقل السلطة بصلة"، مشيراً إلى أن هيئة التشاور هي جهة مساندة لمجلس القيادة، بينما تبقى المهام التشريعية والرقابية منوطة بمجلس النواب وحده.
تأكيد على دور البرلمان الوطني والدولي
من جانبه، أطلع رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني، فخامة الرئيس على أنشطة المجلس خلال الفترة الماضية، خاصة ما يتعلق بالرقابة على أداء السلطة التنفيذية، وإعداد الحسابات الختامية والموازنة العامة.
وشددت هيئة رئاسة مجلس النواب على أهمية تمكين الحكومة من الوصول إلى الموارد السيادية، وضرورة حشد كل الجهود لمواجهة الأزمة الاقتصادية، والحد من آثارها الإنسانية على المواطنين.
وأكد البركاني وفريق هيئة الرئاسة حرص المجلس على دعم جهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، وتقديره الكبير لمواقف دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية في دعم الشعب اليمني ومؤسساته الدستورية.
انعقاد البرلمان وتعزيز دوره
اتفق الجانبان على أهمية عقد مجلس النواب لدورته البرلمانية، وممارسة صلاحياته التشريعية والرقابية بشكل كامل، خاصة في معركته الوطنية ضد المشروع الإمامي، ودعم جهود مكافحة الفساد والإرهاب.
وحضر اللقاء مدير مكتب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء الركن صالح المقالح، ومدير مكتب رئيس مجلس النواب حاتم مبارك بامحرز.
- المقالات
- حوارات
