
حالة من الرعب والهلع يعيشها المواطنين في محاغظت أبين جنوب اليمن بعد أن تزايدت، خلال الأيام القليلة الماضية، أعداد الوفيات في المحافظة ، بسبب تفشي الأمراض الوبائية والحميات، وفيروس كورونا.
وقالت مصادر محلية لـ”الشارع” إن عدد غير قليل من أهالي أبين، وفي مختلف مديرياتها، توفوا في منازلهم جراء إصابتهم بأمراض الحميات وفيروس كورونا القاتل، في ظل غياب شبه كامل للقطاع الصحي.
وأوضحت المصادر أن بين الوفيات شخصيات معروفة في المحافظة منها الشيخ أنور سالم، خطيب وإمام مسجد جعار الكبير، وعلي محسن المرفدي، الشخصية الاجتماعية المعروفة، وناصر جخبة، مدير مكتب الصحة في مديرية مودية، وصالح أحمد القطيش، رئيس قسم المختبرات في مستشفى لودر، وجلال غالب ناصر، عامل التعقيم في مستشفى الرازي في مدينة جعار. وأشارت المصادر إلى شحة الخدمات العلاجية في مستشفيات أبين.
وأفادت مصادر طبية لـ”الشارع”: “منذ 21 مايو الجاري وحتى اليوم، تم رصد 89 حالة وفاة في 4 مديريات في أبين، بسبب الحميات المنتشرة.. بعض هذه الوفيات أصيبت بفيروس كورونا، والبعض الآخر منها توفى بسبب أمراض الحميات كحمى الضنك والمكرفس والملاريا”.
وأضافت المصادر: “هذه الوفيات تم رصدها شملت 4 مديريات في أبين هي خنفر وزنحبار، ولودر، ومودية.. ومن الـ 89 حالة وفاة، بلغت عدد الوفيات في مديرية خنفر وصلت إلى 66 حالة وفاة، وزنجبار 20 حالة وفاة، ولودر حالتي وفاة، ومودية حالة وفاة واحدة”.
من جانبه، قال مدير مكتب الصحة والسكان في محافظة أبين، الدكتور جمال ناصر أمذيب، إن “منظومة القطاع الصحي بالمحافظة تعاني من شحة في الإمكانيات، وغياب الأجهزة والمعدات الطبيبة اللازمة، لأداء عملها في مجابهة فيروس كورونا، والحميات المنتشرة.. كما تعاني من عدم توفر وسائل التعقيم لحماية ووقاية الأطباء والممرضين والفنيين من الإصابة بهذه الأوبئة”.
وأضاف “أمذيب”: “منذ مطلع شهر مايو الحالي وصلت مستشفيات أبين المئات من حالات الإصابة بالحميات (مكرفس – ضنك – ملاريا)، إضافة إلى 5 حالات كورونا مؤكد إصابتها، و 6 حالات مشتبه بها، منها حالة في رُصُد يافع، وأخرى في مودية، و 3 في خنفر.. وننتظر وصول نتائج فحص الحالات.. كما تم اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه الحالات المؤكد إصابتها، وكذا المشتبه بها، وذلك بتقديم العلاج وفرض الحجر المنزلي والتعامل مع المخالطين.. وندعو إلى فتح مراكز عزل أخرى في المحافظة، وتزويدها بالأجهزة والمعدات الطبية والوقائية اللازمة، والكوادر الطبية المدربة”.
وتابع: “الطواقم الطبية في مستشفيات زنجبار ولودر وجعار تعاني من الانهاك نتيجة ضغط العمل.. وهذه المستشفيات تستقبل يومياً مئات الحالات المصابة بكورونا والحميات الأخرى، إضافة إلى استقبالها لجرحى المواجهات الدائرة في المحافظة الواقعة بين زنجبار وشقرة.. هذه المستشفيات تحتاج إلى طواقم طبية إضافية لتخفيف الأعباء وضغط العمل الحاصل على الطواقم الطبية”.
واستطرد: “نناشد الحكومة والمنظمات الدولية والمحلية والجمعيات الخيرية تقديم كل أشكال الدعم والمساعدة للمرافق الصحية، ومراكز العزل في أبين، وبما يسهم في رفع قدراتها في مجابهة جائحة كورونا واحتواء مرض الحميات المنتشرة بشكل كبير”.
بدوره، وجَّه مدير عام مديرية زنجبار في محافظة أبين، المندس سالم عُكف، نداء استغاثة عاجلة إلى الحكومة ووزارة الصحة العامة والسكان، بشكل خاص، ومنظمة الصحة العالمية، طالبهم فيه النظر إلى أوضاع مستشفى زنجبار، المرفق الصحي الوحيد العامل في المدينة، في ظل الأوضاع الصحية الاستثنائية التي تعيشها المديرية، والتي زاد فيها تفشي أمراض وأوبئة الحمِّيات وتسجيل حالات الاشتباه بفيروس كورونا”.
وأضاف “عكف”: “الوضع الصحي في مستشفى زنجبار غاية في الصعوبة، نظراً لكثرة حالات الحمِّيات والاشتباه بفيروس كورونا، وعدم وجود الإمكانيات والمستلزمات الوقائية الضرورية للعاملين الصحيين وعدم الاستعدادات اللازمة لمواجهة هذه الأوبئة الخطرة، في ظل أوضاع الناس المادية الصعبة التي يعانوا منها كل ذلك يشكل خطراً محدقاً بالجميع.. وأدعو رجال المال والأعمال وأهل الخير والمؤسسات الصحية إلى دعم القطاع الصحي بزنجبار لتلافي حدوث مالا يحمد عقباه”.

- المقالات
- حوارات