الرئيسية - الخليج - سر السجادة الأرجوانية.. كيف حوّلت السعودية استقبال "ترامب" إلى رسالة عالمية مدهشة
سر السجادة الأرجوانية.. كيف حوّلت السعودية استقبال "ترامب" إلى رسالة عالمية مدهشة
السجادة الارجوانية ورسالة السعودية للعالم عند استقبال ترامب في ا
الساعة 05:57 مساءاً (الميثاق نيوز - خاص)

في يومٍ مشهود من أيام الرياض، بينما كانت طائراتُ السلاح الجوّ السعودي تُحلّق في السماء مُرسلةً تحيةً بطولية، وولي العهد يستقبل الضيف الأمريكي بابتسامةٍ تختزن ألفَ تحيةٍ ورمز، كان هناك لغزٌ صامتٌ يسير تحت الأقدام.. سجادةٌ أرجوانيةٌ غامضة تتناقض مع كلّ التقاليد العالمية!

السؤال الذي انفجر في أروقة السياسة والفنون.. لماذا ارتقت السعودية بلونٍ لم يسبقها إليه أحد؟

لم تكن الإجابة في قصور الملوك، بل  من جبال عسير، حيث  تُولد معجزةٌ لمدة أسبوعين فقط كل عام.. تزهو الارض ببساطٍ أرجواني من زهور اللافندر البري، كنوعٍ من "السرّ الذي تبوح به الأرض لمن يعرف انتظاره".

هذا اللون النادر، الذي يُشبه وميضَ الأحلام، هو ما أرادت السعودية أن تحمله إلى العالم... فحوّلته إلى سجادةٍ دبلوماسية.

لكن القصة لا تنتهي عند اللون.

فإذا اقتربتَ أكثر، سترى أن كل خيطٍ في السجادة يحمل ذاكرةَ قرون: زخارفُ "السدو" البدوية، التي نسجتها أياديُ أجداد البدو من صوف الجمال، والمُدرجة الآن في قائمة اليونسكو كتراثٍ إنساني.

إنها لعبةٌ ذكية.. تحويل التراث إلى سلاحٍ ناعم، وإخبار العالم أن "الفخامة السعودية" ليست مستوردة، بل مُستخرجة من أعماق التاريخ.الرئيس دونالد ترامب يسير مع ولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان خلال حفل وصول إلى المبنى الملكي لمطار الملك خالد الدولي في الرياض يوم الثلاثاء

الغريب أن السجادة الأرجوانية لم تُفرش لترامب وحده.

فقبل سنوات، اختارتها السعودية كـ"بطاقة هوية" جديدة لاستقبال زعماء العالم، من بايدن إلى بوتين.

لكن لماذا الآن تحديداً؟ الأمر أشبه بخطةٍ مدروسة.. ففي عصر رؤية ٢٠٣٠، حيث تتحول المملكة إلى واجهةٍ سياحيةٍ وثقافية، يصبح اللون الأرجواني رسالةً مزدوجة(نحن من نصنع الفخامة، ونحن من نعيد تعريفها).

   لعبة العروش الدبلوماسية: لماذا لم يُلاحظ العالم هذه التفاصيل من قبل؟
السعودية تعيد كتابة قواعد الاستقبالات الرئاسية منذ ٢٠٢١، لكن اللعبة وصلت ذروتها مع ترامب، فالرسالة لـ"واشنطن".. الأرجواني لون الملوك، وهو إيحاءٌ خفي بأن الشريك السعودي ليس مجرد "حليف تقليدي"، بل طرفٌ له هيبته وقدرته على الابتكار.

وبينما العالم يستخدم السجادة الحمراء، اختارت السعودية تميُّزاً يجعل من كل زيارةٍ لها حدثاً لا يُنسى، مثلما فعلت مع "بايدن" و"ترامب".

التفاصيل الصغيرة هي من تفوز بالحروب الكبيرة.السجادة الارجوانية واستقبال ترامب في السعودية

فخلف السجادة، ثمة فريقٌ سعودي يعمل في صمت.. مصممون يدمجون فن "السدو" بالحداثة، ومؤرخون يبحثون في سِفر الألوان عن دلالات الملوك، ومسؤولون يخططون لجعل كل زيارةٍ دوليةٍ فرصةً للترويج السياحي.

حتى أن صور ترامب فوق السجادة الأرجوانية أصبحت إعلاناً مجانياً لمنطقة "عسير" التي تكتسي كل ربيعٍ بالأرجوان.

لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن الأرجواني لم يُخترع من فراغ. ففي الماضي، كان هذا اللون يُستخرج من أصداف البحر بجهودٍ مضنية، ليصبح رمزاً للأباطرة والقياصرة.

اليوم، تعيد السعودية إحياء هذه الهيبة بطريقتها.. فالسجادة ليست مجرد لون، بل شفرةٌ تُذكّر العالم بأن "المملكة تعرف ثمن مكانتها".

  هل انتهى عصر السجادة الحمراء؟ 
في اللحظة التي غادر فيها ترامب السعودية، كان السؤال الذي يُطارحه الساسة في واشنطن: "لماذا لم نَفكر نحن بهذا من قبل؟".

فالسعودية، بلمسةٍ من ذكاء، حوّلت سجادةً إلى سلاحٍ ثقافي، وتركت العالم يتساءل.. هل سنشهد يوماً يحذو فيه الجميع حذو الأرجواني؟ أم أن السعودية ستظلُّ تحتفظ به كـ"سرّها الملكي" الذي لا يُمنح إلا للأكثر تميزاً؟

الواضح أن الدبلوماسية لم تعد كلماتٍ واتفاقيات... بل ألوانٌ تروي حكايات.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
تواصل معنا