منشور الشيخ حميد الأحمر لا يدل إلا على شيء واحد: أنه لا يشعر بهول المأزق الذي تعيشه اليمن وإن كان يشعر بهول المأزق فهو لا يشعر بمسؤوليته في جر البلد لهذا الواقع الأليم ولا يشعر بمسؤوليته في الإسهام بإخراج اليمن من عنق الزجاجة.
إن من يدرك خطر الإمامة حق الإدراك، يصعب عليه العيش في ثكنات الماضي التنافسي، وإن من يدرك ما الذي تفعله الحوثية يوميا لتدمير اليمن وطمس عقول النشء يستحيل عليه إطلاق تصريحات تؤخر معركة الخلاص، كذلك فإن من يعي حاجة اليمن للأشقاء ودورهم في ترميم وتحرير اليمن يستحيل عليه مجرد التفكير بالإساءة لهم، لكنك للأسف تمعن في التعريض المسيء تارة بالحديث عن (غرف الإنعاش) وتارة بإطلاق وصف (الدويلات الأخرى)!!
عمران هي المستعمَرة، ولصالح دولة كبيرة يا شيخ حميد وليس الساحل الغربي الذي يعد العدة مع أشقائه في مأرب والضالع والبقع لتحرير عمران وصنعاء وإب، وتحرير قصرك وشركاتك من عبث الحوثة.
للأسف للأسف، تصريحك يفتقر للأخلاق لأنه يصطاد في دماء شهيدة عظيمة ويتكئ على مديح مدينة عظيمة، ويفتقر للوطنية لأنه يوجه سهامه لطرف غير الحوثي، ويفتقر للمروءة لأنه يقابل إحسان الجوار بالتشكيك والإساءة، ويفتقر للسياسة لأنه ينسف ملكاتك السياسية ويكاثر لك العداوات ويتسبب بالإحراج لنفسك وحزبك وعائلتك وأصدقائك.
وحدها الحسرات تشمل كل من قرأ منشورك. فمن قائل (ليته سكت)، إلى قائل (عادها مطولة)، إلى محوقلٍ مكبود لا يدري هل يألم منك أم يألم على ما تبقى من الحكمة اليمانية وأعراف القبيلة، وحصافة اليمني.
كنت أنتظر منك أن تتحلى بالشجاعة وتبادر بطي صفحة الماضي والتكفير عن زلاته فإذا بك تواصل الطيش السياسي وكأن البلاد ناقصة..
أسفي، أليس لديك مقربون عقلاء يسدون لك النصح الصادق!! لَعمري إن هذا لَهو الفقر الحقيقي حتى لو كنت تملك خزائن قارون.
خذ نفساً عميقاً يا شيخ، وحاول أن ترى ردود الفعل المشفقة والغاضبة والعاقلة على منشورك.. إنها جنازة سياسية عن طيب خاطر.
لقد تأخرتُ في كتابة هذه السطور أملاً في أن تعي فداحة منشورك وتقوم بحذفه.. فسبحان الذي أعمى عينيك عن اكتشاف مواطن الزلل، وسبحان مَن كبّل ذهنك بالمكابرة ونزع من قلبك فضيلة التراجع والاعتراف بالخطأ.
