الرئيسية - محافظات وأقاليم - أعياد تعز.. الفرح يهزم آلام الحرب
أعياد تعز.. الفرح يهزم آلام الحرب
الساعة 11:00 مساءاً (البيان)

أعياد تعز.. الفرح يهزم آلام الحرب

يستمع اليمنيون لأغنية «انستنا يا عيد» مع حلول كل عيد، إذ ترتبط هذه الأغنية في أذهانهم بفرحة العيد، ومجرد سماعها كافٍ لرسم الابتسامة على وجوههم، واستعادة الذكريات الجميلة والمواقف السعيدة التي ترافق العيد.

فقد اليمنيون الكثير خلال خمس سنوات من الحرب ولم يتبق لهم سوى «فرحة العيد» ممزوجة بروائح البارود ومذاق الحرب، والكفاح لمقاومة كل أسباب توقّف الحياة من حولهم، لقد ربحوا التحدي بصمودهم وصبرهم في محاولة استراق لحظات من الفرح في أجواء تعج بالحزن، لتبرهن أنّ اليمنيين لن يستسلموا للأحزان، وأنّ الشمس توشك على الإشراق بعد طول ظلام.

عيد سادس يزور تعز، محمّل بالآمال والطموحات، يحاول أبناؤها قضاءه في سعادة وفرح رغم الحرب ومنغصاتها، أسواق مزدحمة وأجواء بهجة، إذ تقاوم هذه المدينة بطريقتها الخاصة عبر نشر السعادة والابتسامة بين سكانها تغلّب روح التكافل والتكاتف والتعاون الذي يميّز أهلها.

ويكتسي العيد في المناطق المحررة نكهة خاصة تحفها ظلال الحرية والأمل في الدولة المتمناة، على الرغم من تضييق ميليشيا الحوثي الخناق على السكان ومحاولة سرقة فرحتهم وسعادتهم بقطع الرواتب، فيما تنتظم الرواتب في المناطق المحررة ويعيش سكانها الحرية ولا يؤذها سوى حصار وقصف الميليشيا على أحيائها بين حين وآخر.

يقول عبد الحكيم مغلس، وهو أحد سكان المدينة: «الأعياد في تعز لها نكهتها الخاصة بأسواقها الشعبية وطبيعة الحياة التي ألفها الناس، وهذا ما يفتقده الكثير ممن أجبرتهم ظروفهم على العيش في مناطق سيطرة الميليشيا التي تفرض القيود على مظاهر الحياة، وتقتل البهجة بإجراءاتها التعسفية التي تستهدف كل أشكال الحياة».

نزوحٌ وبؤسٌ وفقر في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، فيما تكتنز قياداتهم الثروات الطائلة ويعيشون حياة من البذخ في بناء القصور وافتتاح المشاريع التجارية، ويزيدون من معاناة السكان اقتصادياً عبر الاتجار في العملة لترتفع أسعارها وترتفع معها أسعار السلع في الأسواق.

تصل البضائع إلى المناطق المحررة بأسعارها الحقيقة، الأمر الذي يختلف عنه في مناطق سيطرة الميليشيا، إذ يفرض الحوثي رسوماً جمركية على البضائع التي تصل مناطقها سيطرتها، ما يزيد من معاناة السكان من ارتفاع الأسعار بسبب الجمارك وفرض الإتاوات على جميع التجار لتمويل عدوانها على اليمنيين.

يبدو العيد أكثر تميزّاً في تعز هذا العام لرسم فرحة مستحقة لكل الصامدين والمثقلين بالحرب والحصار، إذ أعلن مكتب الثقافة عن حزمة من الفعاليات والاحتفالات الفنية والترفيهية خلال أيام عيد الأضحى المبارك، حيث يشارك أكثر من 210 مبدعين وفنانين وفريق عمل من أجل إعداد البرنامج الترفيهي في العيد، على الرغم من كل المحاولات البائسة لإفشاله وسرقة الفرح وعودة الحياة، واستماتة السلاح في محاولة وأد السعادة في قلوب سكان تعز.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص