الرئيسية - حريات - وكالة دولية تنشر تقريرا مرعبا عن وضع ماساوي للقطاع الصحي في ثلاث محافظات يمنية
وكالة دولية تنشر تقريرا مرعبا عن وضع ماساوي للقطاع الصحي في ثلاث محافظات يمنية
تردي الوضع الصحي في اليمن
الساعة 10:32 مساءاً (رويترز)

في ظل انتشار جائحة كورونا في معظم دول العالم،اتجهت الانظار صوب اليمن والتي تعاني من حرب مستمرة منذ ست سنوات اثرت على الوضع الصحي ،وفي هذا السياق نشرت وكالة "رويترز"  اليوم الاربعاء تقريرا عن أوضاع المستشفيات اليمنية بعد 5 سنوات من الحرب، من خلال زيارة قامت بها إلى ثلاث مدن يمنية، هي تعز وعدن وصنعاء، للاطلاع عن كثب على واقع صحي بائس.
وقالت الوكالة، انه "في مستشفى بمدينة تعز اليمنية، تحشد الطواقم الطبية التي تحمل ندوب حرب مستمرة منذ خمس سنوات الموارد الشحيحة لمواجهة عدو جديد".
وذكر التقرير أن وباء فيروس كورونا لم يغزُ اليمن بشكل واضح بعد، إذ لم تكشف الفحوص القليلة التي أجريت إلا عن حالة إصابة مؤكدة واحدة. لكن منظمات الإغاثة تخشى أن تكون هذه الحالة نذيرا بتفش كارثي بين السكان الذين يعانون من سوء التغذية الحاد.
ونقلت رويترز عن عبد العزيز قاسم، العضو في فريق مكافحة فيروس كورونا بالمستشفى الجمهوري بالمدينة ، قوله" لدينا الآن حالات قبل وجود وباء كورونا، تعجز أن تجد لها أجهزة تنفس صناعي“.وأضاف أن" الأطباء لا يملكون أي ملابس واقية وسيكونون خط الدفاع الأول في مواجهة الفيروس".
وأشار التقرير إلى أن تعز، ثالث كبرى مدن اليمن، تمتلك أربعة أجهزة تنفس صناعي فقط لعلاج ضحايا المرض الذي يصيب الجهاز التنفسي.
ووفقا للتقرير، قال خليل السعيد نائب مدير المستشفى الجمهوري إن الجناح المؤقت المخصص لعلاج المصابين بالفيروس خال من الأسرّة ولا توجد به دورات مياه.
والمستشفى واحد من 37 مستشفى يمنيا تسارع منظمة الصحة العالمية والسلطات المحلية لتطوير إمكانياتها في خضم حرب دمرت أنظمة الصحة والمياه والصرف الصحي وجعلت الملايين فريسة للخوف والمرض.
وكان خبير الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية مايك رايان، قد قال يوم الاثنين الفائت "سنواجه جميعا صعوبات في تقديم مستويات ملائمة من العناية الداعمة للناس ‭‭‬‬‬إذا بدأ المرض في التفشي".

مشردون في عزلة
وفي عدن التقت "رويترز" بأحد العمال في مدينة عدن يُدعى عبد الرحمن فريد (22 عاما) وقد قال والقلق ظاهر على وجهه:"إذا كانت الدول الغنية ما قدرت على كورونا فكيف بحالنا وما عندنا أي إمكانيات".
وقال التقرير ، إن "المدينة الساحلية الجنوبية هي المقر المؤقت للحكومة المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية. وعدوها الرئيسي هو جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء"
ونوه التقرير إلى أن القتال والانهيار الاقتصادي أدى إلى تشريد نحو أربعة ملايين شخص، ولجأ عدد كبير من هؤلاء إلى مخيمات مكتظة لا تصل إليها إمدادات المياه.

ونقل التقرير عن حسينة علي (50) عاما، التي تعيش في خيمة وسط مبان هدمها القصف في مخيم الكراع شمالي عدن، قولها :"لا الدولة ولا منظمة تساعدنا. ويقولون لنا اجلسوا داخل المخيم، كيف نجلس؟... عددنا كبير".
وكان الأطفال يجلبون الماء وهي تتحدث من صهاريج عليها ملصقات للتوعية بفيروس كورونا.


مناطق مقلقة
ويؤكد التقرير إن نحو 80 بالمئة من سكان اليمن، أي 24 مليون شخص، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية.
كما يشير إلى ان المناطق النائية تثير القلق على وجه الخصوص بسبب انتشار سوء التغذية الحاد.
وكانت منظمة أطباء بلا حدود قد قالت مطلع الاسبوع الجاري :"ستكون الاستجابة صعبة إذا وصل التفشي إلى المناطق الريفية، حيث المرافق الصحية موجودة بالكاد، وإمكانية الفحص ضئيلة أو منعدمة".
ولفتت المنظمة الطبية الخيرية إلى إن قلة الفحوص قد تكون السبب في أن اليمن كان من بين آخر الدول التي سجلت إصابات بالفيروس.
وبحسب التقرير، "وصلت في الآونة الأخيرة أدوات طبية مما يعني إمكانية إجراء فحوص لبضعة آلاف من سكان ثلاث مدن، وتُفعّل منظمة الصحة العالمية شبكات رصد، استُخدمت سابقا في تتبع انتشار الكوليرا وشلل الأطفال، للتحقيق في شائعات عن وجود إصابات بفيروس كورونا".
وأشار إلى ان" هناك نقص في أجهزة التنفس الصناعي أيضا على مستوى الدولة إذ يبلغ عددها بضع مئات".
وقال رايان الخبير لدى منظمة الصحة العالمية، لرويترز: "التنفس الصناعي سيكون تحديا جسيما، ولا يقتصر الأمر على أجهزة التنفس الصناعي وإنما يتعلق أكثر بالفنيين الذين يشغلونها".
ومن العاصمة اليمنية صنعاء، وتحديدا من داخل مستشفى الكويت الذي يدرب ممرضين وممرضات قادمين من محافظات أخرى للعمل بوحدات العناية المركزة في مجال طب الجهاز التنفسي، تطرقت "رويترز " إلى وضع عمال الاسمنت على جدران جناح مرضى فيروس كورونا، واصطفت عشرات من اسطوانات الأكسجين التي يكسوها الصدأ استعدادا لتوصيلها بشبكة هواء.
وكشفت رئيسة التمريض بقسم أمراض الجهاز التنفسي إن سبعة من بين 20 جهاز تنفس صناعي لديهم تحتاج لصيانة بسيطة وثمانية أجهزة تحتاج للإصلاح.
وتابعت "اذا تم إصلاح الأجهزة بالتأكيد سيكون الركاز الأساسي للمستشفى".

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
تواصل معنا