الرئيسية - محافظات وأقاليم - ترامب يربط بين هدنة الحوثيين والمفاوضات النووية مع إيران.. ويوجه تحذيرات عسكرية
ترامب يربط بين هدنة الحوثيين والمفاوضات النووية مع إيران.. ويوجه تحذيرات عسكرية
ترامب يعلن استسلام ميليشيا الحوثي
الساعة 05:30 مساءاً (الميثاق نيوز - خاص)

في تطوراتٍ متشابكةٍ تعكس تعقيدات الملفات الإقليمية، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 6 مايو 2025 عن اتفاقٍ مبدئي مع ميليشيا الحوثي الارهابية المدعوما ايرانيا؛ لوقف العمليات العسكرية الأمريكية في اليمن، مقابل التزام المجموعة بعدم استهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر.

جاء الإعلان خلال جولةٍ خليجيةٍ لترامب شملت قطر، حيث أشار في الوقت ذاته إلى "قرب التوصل" لاتفاقٍ مع إيران حول برنامجها النووي، في خطوةٍ فُسرت كمحاولةٍ لربط الملفين ضمن استراتيجيةٍ واحدةٍ لاحتواء التوترات.

وبينما وُصف الاتفاق مع ميليشيا الحوثي؛ الذي تم برعاية عُمانية؛ بأنه "سريع ومفاجئ"، لم تلبث التصريحات التحذيرية أن عادت للظهور.

فمن الدوحة، حذّر ترامب من أن واشنطن قد تعاود الضربات ضد الحوثيين "في حال شنّوا هجوماً"، مُضيفاً بلهجةٍ لا تخلو من التحدي: "نحن نتعامل معهم بنجاح، لكن الهجوم قد يحدث غداً.. وعندها سنرد".

هذا التصعيد اللفظي تزامن مع استئناف الحوثيين لهجمات صاروخية على تل أبيب ومطار بن غوريون، رغم عدم إعلانهم رسمياً وقف استهداف السفن الإسرائيلية، ما دفع إسرائيل للرد بغاراتٍ على مواقع تابعة للمجموعة في الحديدة وصنعاء.

وفي طبقةٍ أخرى من الأزمة المتعددة الأوجه، أثار ترامب موجةً من التكهنات الدولية خلال كلمته في قطر يوم 15 مايو، عندما ألمح إلى أن مفاوضات واشنطن مع طهران "تقترب من اتفاقٍ نووي"، معتبراً أن إيران "لا يمكنها امتلاك سلاح نووي".

وأضاف: "ربما قرأتم الأخبار.. لقد وافقت نوعاً ما على الشروط"، في إشارةٍ غامضةٍ إلى تنازلاتٍ محتملة من الجانب الإيراني.

تصريحاته تسببت في تراجع أسعار النفط بأكثر من 3%، وسط مخاوفٍ من انفراجٍ يزيد المعروض النفطي العالمي.

ولم يفت ترامب الربط بين الملفين الإيراني واليمني، حيث نسب الفضل في تجنب ضربة عسكرية على منشآت طهران النووية إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قائلاً: "إيران محظوظة بوجود الأمير الذي يقاتل من أجلها.. لا يريدنا أن نوجه ضربة موجعة لها".

هذه الإشارة التي حملت نبرةً ساخرةً، أثارت تساؤلاتٍ حول طبيعة الدور القطري كوسيطٍ في الملف النووي، وفي الوقت ذاته كشريكٍ في الجهود الخليجية لاحتواء تصاعد هجمات الحوثيين.

وتكشف التطورات الأخيرة عن نسقٍ دبلوماسيٍ متسارعٍ تختلط فيه الإنذارات العسكرية بالوعود التفاوضية، في وقتٍ تبدو فيه الإدارة الأمريكي، وفقاً لقراءات محللين، عازمةً على تحويل ورقة الضغط العسكري إلى أوراق تفاوضيةٍ مع أطرافٍ إقليميةٍ متعددة.

لكن المشهد لا يخلو من مفارقات.. فبينما يُعلن ترامب عن "اتفاقات قريبة"، تستمر ساحات المواجهة بالاشتعال، ما يضع مصداقية الوعود السياسية تحت مجهر التصعيد الميداني.

يُذكر أن زيارة ترامب الخليجية؛ التي شملت محطاتٍ في عُمان وقطر، تأتي في سياقٍ إقليميٍ ملتهبٍ جراء تصاعد حدة الهجمات  الايرانية عبر الحوثيين، وتصاعد المخاوف من سباق التسلح النووي الإيراني، في وقتٍ تسعى فيه القوى الدولية الكبرى لإعادة ترتيب تحالفاتها في منطقةٍ تشهد تحولات جيوسياسية عميقة.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
تواصل معنا