
يواصل رئيس الوزراء سالم صالح بن بريك، الذي أدى اليمين الدستورية قبل أيام، بقائه في العاصمة السعودية الرياض، في مهمةٍ توصف بـ"الاستثنائية" لاحتواء الأزمات في البلاد.
وفقاً لمصدر حكومي رفيع، فإن إطالة إقامة بن بريك في الرياض تأتي في إطار سلسلة مباحثات مكثفة مع الشركاء الإقليميين والدوليين، تهدف إلى ضخ دعم عاجل لإنقاذ العملة الوطنية من الانهيار، وضمان صرف رواتب الموظفين المدنيين والعسكريين المتأخرة منذ أشهر، ومعالجة أزمة الكهرباء المزمنة التي حوَّلت الحياة في المدن اليمنية إلى جحيم يومي.
وأوضح المصدر، في تصريحات لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، أن اللقاءات التي عقدها بن بريك مع صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز، وزير الدفاع السعودي، أسفرت عن "نتائج مُشجعة"، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية، كشريك رئيسي في تحالف دعم الشرعية، تُبدي "حِرصاً غير مسبوق" على دعم الاستقرار الاقتصادي في اليمن، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، الذي يُضاعف من ضغوط الأسر اليمنية الغارقة في أزمات معيشية غير مسبوقة.
وبينما تشتد الانتقادات المحلية لغياب رئيس الوزراء عن العاصمة المؤقتة عدن، أكد المصدر أن اتصالات بن بريك "لا تتوقف" مع حلفاء اليمن، وعلى رأسهم الإمارات العربية المتحدة والدول المانحة، لتحقيق اختراق ملموس في ملفات بالغة الحساسية، بدءاً من إيقاف التدهور المستمر في لسعر صرف الريال اليمني، الذي فقد أكثر من 70% من قيمته خلال عامين، وصولاً إلى تأمين سيولة مالية طارئة لتمويل مشاريع الكهرباء، وتجنب سيناريو "المجاعة الكارثية" الذي حذرت منه تقارير أممية.
ورداً على تساؤلات حول تأخر عودة بن بريك، لفت المصدر إلى أن رئيس الوزراء يرفض "الظهور الشكلي" دون ضمانات عملية، مؤكداً أن "الصمت الإعلامي" الذي اتسمت به الأيام الماضية يُخفي خلفه مفاوضات مُعقدة مع الجهات الدائنة، بهدف تفعيل حزم دعم سريعة، قد تُعلن تفاصيلها قريباً.
وأضاف: "الهدف ليس مجرد تحسين الصورة الإعلامية، بل إطلاق صدمة إنقاذ للاقتصاد اليمني، بدءاً من صرف الرواتب، ومروراً باستقرار العملة، وصولاً إلى إصلاح الخدمات الأساسية".
وفي إشارة إلى التحديات الهائلة، حذر المصدر من أن تداعي الريال اليمني قد يُطلق شرارة انهيار شامل، تترتب عليه عواقب إنسانية وسياسية يصعُب احتواءها، مشيداً في الوقت ذاته بالدور السعودي-الإماراتي في دعم مؤسسات الدولة اليمنية خلال السنوات الماضية، والذي حال دون انهيار كامل.
وختم بالقول: "الثقة كاملة بأن الأشقاء في التحالف سيُقدمون على خطوات جريئة خلال الساعات القادمة، لأن تداعيات التردد ستطال الجميع".

- المقالات
- حوارات