علي محمود يامن
المؤتمر.. مظلة وطنية جامعة
الساعة 11:37 صباحاً
علي محمود يامن


يمثل المؤتمر الشعبي العام أحد حصون الجمهورية وقلعة من قلاع سبتمبر المجيد، وأحد المنصات المهمة في مواجهة المشاريع الصغيرة المفتتة لليمن طائفياً وجهوياً، هو رهان وطني حقيقي للمساهمة الفاعلة في  إعادة بناء الدولة والمشاركة الحقيقية في انتشال اليمن من حالة التيه والفوضى والتردي الذي يعيشها الوطن.

ذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام هي مناسبة وطنية وسياسية للوقوف على إشراقات هذا التنظيم الرائد، وأخذ العبر من إخفاقات بعض قياداته في بناء الدولة اليمنية الحديثة، لقد جاء تأسيس المؤتمر الشعبي العام كضرورة سياسية وحاجة وطنية في مرحلة زمنية مهمة.

وضع فكرة تأسيس هذا التنظيم العملاق ثلة من القيادات الوطنية السياسية والفكرية والمجتمعية، ومن ثم تتالت الجهود للقوى السياسية مجتمعة ليكون هذا التنظيم الرائد مظلة وطنية جامعة للعمل الحزبي والسياسي والتنظيمي، ويكون المعادل الموضوعي للتنظيمات الحزبية الحاكمة في تلك الفترة الزمنية، أنجزت لجنة الحوار الوطني أهم وثيقة جامعة مانعة للعمل الحزبي والسياسي توافق عليها اليمنيون وهي الميثاق الوطني الذي قدم رؤية وطنية متقدمة.

 وهذه الرؤية قائمة على مبادئ الوسطية والاعتدال، مستلهمة عقيدة الشعب الإسلامية المعتدلة، ومجسدة الأهداف العظيمة لثورة سبتمبر الخالدة وأكتوبر المجيدة، ليستمر بناء وتشييد مداميك هذا التنظيم العملاق على أيدي كوكبة طلائعية من أفضل وأرقى علماء ومفكري وخيرة قادة اليمن الحبيب، الذين جسدوا تلاحم هذا الشعب ورسخوا وعي الجماهير نحو ترشيد العمل السياسي وتجذير التجربة اليمنية نحو الاتفاق والتوافق والممارسة العلنية للعمل السياسي المتزن.

لقد كان المؤتمر الشعبي العام السباق في توسيع قاعدة المشاركة الشعبية، ومراكمة تجربة العمل السياسي الديمقراطي، وإعلاء مبدأ الحوار كقيمة إنسانية وحاجة بشرية وضرورة وطنية في العمل السياسي المدني المؤمن بحق الشعب في الاشتراك بالقرار الوطني.

سيظل المؤتمر الشعبي العام أحد خيارات العمل السياسي الوطني الناجح سيما في اللحظة التاريخية الفاصلة التي يمر بها وطننا الحبيب، وأنه يتوجب القيام بحركة إنعاش سياسية وتنظيمية للمؤتمر الشعبي العام وضخ دماء جديدة في دورة حياة الحزب لتصب في استعادة الحياة السياسية اليمنية التي يعول عليها كثيراً في إخراج البلد من حالة اللا دولة.
إن العمل السياسي مهما شابه من تغول أو طرأ عليه من تباين يظل في المربع الآمن، لأن الخلاف يبقى سياسياً قابلاً للحلول بالحوار المباشر أو بالقرار الوطني السليم والعمل الجماعي المنسجم.

العمل بالأدوات الناعمة نتفق أو نختلف معها هو خيار الضرورة الوطنية لمواجهة مشاريع العنف الطائفي وتحجيم عمل مكينة تفتيت المجتمع وتدمير سلمه الاجتماعي والقضاء على كل مؤسسات الوطن الصلبة والناعمة لصالح مليشيات الموت وجماعات الإرهاب وأفكار التطرف.

يحتاج هذا الحزب العريق إلى التخفف من أي عوائق تقيد تقدمه نحو المستقبل، والتخلص من كل السلبيات المعيقة لحركته ليستعيد عافيته ويساهم بفاعلية في بناء وإنعاش الدولة الاتحادية العادلة القائمة على المواطنة المتساوية، والمستندة إلى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل ومشروع الدستور الاتحادي.

المؤتمر فاعل سياسي وطرف وطني ويملك تجربة سياسية عميقة، ويعد مخزوناً استراتيجياً مهماً للكفاءات البشرية المجربة والمؤهلة، لا يمكن لعجلة استعادة الدولة أن تتم بدون مشاركة صادقة ومخلصة لهذا الحزب.

الحفاظ على المؤتمر هو حفاظ على أحد أدوات العمل المدني السلمي في المجتمع ومصلحة مشتركة لأبناء الشعب اليمني العظيم ولكل القوى السياسية الوطنية الديمقراطية الفاعلة، حفظ الله اليمن من كل سوء ومكروه.

* عضو اللجنة الدائمة بالمؤتمر الشعبي العام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
تواصل معنا