كمال شجاع الدين
في ذكرى ميلاد حزب
الساعة 03:52 مساءاً
كمال شجاع الدين

المؤتمر الشعبي العام، ليس مجرد حزب يحمل رؤية ويستند على فكر وطني خاص، بل هو كيان صاغ مفاهيمه ومرجعيته الفكرية والوطنية الغالبية العظمى من أبناء اليمن على اختلاف مشاربهم الفكرية والسياسية.

حزب خلاصة الخلاصة لكافة الحركات والاتجاهات الوطنية.
حزب ولد من رحم اليمن وترعرع على أيدي اليمنيين.

لم يستجلب ولم يُتبن وليس له أب أو خال من خارج اليمن، لذا فلا غرابة أن نجد كل يمني يشعر بانتمائه لحزب المؤتمر بغير استمارة انتماء ولا بطاقة.

حزب سياسي وطني أسس للدولة المدنية الجامعة، وأعاد السلطة إلى الشعب، ونافس على كسب تأييد الشعب ورضاه ليقود الشعب إلى تحقيق تطلعاته بالوحدة والحرية والديمقراطية وسيادة القانون، وعندما حاز على ثقة الشعب جعل الشعب أداة ووسيلة لتنفيذ برنامجه السياسي والاجتماعي والاقتصادي.

المؤتمر الشعبي العام كان له من اسمه نصيب بل كان مترجما لاسمه بكل ما تعنيه الكلمة.

فكما كان جامعا لكافة أبناء الشعب كان نابعا من الشعب وبالشعب وللشعب، كان عاما وليس خاصا، نبذ العنف من منطلق أن العنف لا يولد إلا العنف. نبذ المناطقية والعنصرية والسلالية لأنه وعى بأن أكبر وأخطر تهديد للشعوب والأمم هو التمايز بين مكوناتها فاحتوى الجميع على قاعدة الشراكة في الحقوق والواجبات.

انتهج الوسطية في كل مواقفة ولم يكن فكرا متطرفا إلا في يمنيته وقوميته.
حزب المؤتمر الشعبي العام استطاع أن يكون وطنا داخل وطن.. قبيلة لمن لا قبيلة له، وحزبا لكل من لا حزب له.

المؤتمر الشعبي العام أمّن ورسخ فكرة أن السلطة وسيلة للكيانات السياسية لخدمة الشعب وكسب تأييد المجتمع وليست هدفا بحد ذاتها.
المؤتمر الشعبي العام حزب شعب وليس حزب فرد..

حزب فكر ومنهج وعمل وليس حزب سلطة ومغانم.

حزب سياسي وليس ميليشيات مسلحة.

لذا كان مؤتمرا شعبيا وهو في السلطة وظل مؤتمرا شعبيا وهو خارجها. كان مؤتمرا شعبيا بقيادة مؤسسه وظل مؤتمرا شعبيا بعد أن غاب مؤسسه.

كان مؤتمرا شعبيا وله رصيد مالي خاص في البنوك وله في كل محافظة ومديرية فرع.
وظل مؤتمرا شعبيا بعد ان جمدت أرصدته وصودرت أمواله وأغلقت فروعه وشردت قياداته واعضاؤه.

كان مؤتمرا شعبيا عندما كان التنافس على السلطة عبر الصناديق وظل مؤتمرا شعبيا بعد أن أصبح الصراع على السلطة عبر البنادق والمدافع.
آمن بحرية الرأي والرأي الآخر والا يضام او يجرم أحد لرأي مخالف ما دام يعرضه ولا يفرضه.

لهذا وأكثر خلد المؤتمر الشعبي منهجه قبل اسمه في الساحة اليمنية وفي الفكر الجمعي اليمني.

فلا غرابة اليوم أن نجد القومي والاشتراكي، البعثي والناصري، المتمدن والرعوي، الكبير والصغير... يحتفل ولو ذاتياً بذكرى تأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص