
اسفر الهجوم الكبير الذي شنه الكيان الصهيوني على ايران فجر الجمعة في سلسلة غارات جوية واسعة النطاق استهدفت مواقع متعددة في إيران، بينها المنشآت النووية في نطنز وشرق طهران ومدن أخرى، ما أسفر عن تدمير أجزاء حيوية من منشأة تخصيب اليورانيوم، ومقتل خمسة مدنيين على الأقل وإصابة العشرات، بالإضافة إلى استشهاد قادة عسكريين وعلماء بارزين، في تصعيد قد يُعيد خطر الحرب الإقليمية إلى الواجهة.
الضربات الإسرائيلية: أهداف استراتيجية وضحايا بارزة
أفاد التلفزيون الإيراني بأن الغارات استهدفت موقع نطنز النووي في وسط البلاد، أحد أهم مراكز تخصيب اليورانيوم، ما تسبب في انفجارات ضخمة ودمار واسع النطاق. كما أعلن عن استشهاد خمسة مدنيين وإصابة 20 آخرين في منطقة نارمك شرق طهران، مع تحذير من احتمال ارتفاع الحصيلة بسبب وجود مفقودين تحت الأنقاض.
في المقابل، أكد الحرس الثوري الإيراني مقتل قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي وعدد من مرافقيه في الهجوم الذي استهدف مقر قيادة الحرس أثناء تأديته "مهام حساسة لحماية أمن الوطن"، وفق بيان رسمي.
كما قتل اللواء رشيد، قائد مقر خاتم الأنبياء للدفاع الجوي، والدكتور عبدالحميد منوجهر، رئيس كلية الهندسة النووية بجامعة الشهيد بهشتي، ما يعكس الهدف الاستراتيجي للضربات الإسرائيلية.
وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أن قرار تنفيذ الضربات اتخذه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس قبل ثلاثة أيام، في خطوة تُعد تصعيدًا غير مسبوق في الصراع بين البلدين. كما تم استهداف مصفاة النفط في تبريز ومدينة سنندج في محافظة كردستان، ما أدى إلى سماع انفجارات جديدة في المنطقة.
رد إيران: تهديدات برد "قاسي" ودعوة للانتقام
على الصعيد الإيراني، توعد القادة العسكريون والسياسيون بالرد بقوة، حيث أكد الإمام الخامنئي أن "الكيان الصهيوني سيدفع ثمنًا باهظًا"، مشيرًا إلى أن الضربات الإسرائيلية "كشفت شرور النظام الصهيوني أكثر من أي وقت مضى".
وشددت وزارة الخارجية الإيرانية على أن الرد حق مشروع وفق ميثاق الأمم المتحدة، بينما حملت الحكومة الأمريكية المسؤولية عن "مغامرات" إسرائيل كداعم رئيسي لها.
من جانبه، أعلن الجيش الإيراني أن "قوات الجيش والحرس الثوري سيلقن نتنياهو درسًا مريرًا"، في حين دعت تعليمات رسمية المواطنين إلى الابتعاد عن المواقع العسكرية والحفاظ على الهدوء.
وتشير التقارير إلى أن طهران تستعد لرد عسكري واسع النطاق قد يشمل مناطق متعددة، في ظل توقعات من الاستخبارات الإسرائيلية بحدوثه "في الساعات المقبلة".
ردود فعل دولية: قلق وتحذيرات من كارثة إقليمية
على الصعيد الدولي، أعرب السيناتور الأمريكي كريس ميرفي عن قلقه من أن تكون هذه الحرب "كارثية على أمن إسرائيل والولايات المتحدة وبقية المنطقة"، بينما دعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مراقبة الوضع في نطنز "البالغ الخطورة".
من جانبها، أدانت كوبا والسلطنة العُمانية العدوان الإسرائيلي، محذرة من تقويض الحلول الدبلوماسية وإشعال فتيل صراع أوسع. في المقابل، شهدت الأراضي المحتلة حالة من الذعر، مع اقتحام الإسرائيليين لمتاجر المياه والتبرع بالدم، في ظل إعلان حالة الطوارئ وتحليق طائرات نتنياهو فوق الأجواء.
الوضع الميداني: تعطيل الرحلات وتحسبًا لردود فعل
أوقفت السلطات الإيرانية جميع الرحلات الجوية من مطار مهر آباد في طهران، وتم إلغاء رحلات الحجاج الإيرانيين العائدين حتى إشعار آخر، في ظل حالة الاستنفار الأمني الشامل.
في المقابل، تشير الأنباء إلى أن نتنياهو غادر إسرائيل بعد الضربات، ما يُرجّح احتمال تكرار الهجمات أو توجيه ضربات استباقية.
في الوقت الحالي، تُجرى معارك جوية في سماء إيران بين القوات المسلحة والطائرات الإسرائيلية، فيما تبقى المنطقة على حافة حافة مواجهة شاملة، مع تصاعد الخطاب التهديدي من كلا الطرفين.
تأتي هذه التطورات في ظل ترقب دولي لمآلات الأزمة، التي قد تقلب موازين القوى في الشرق الأوسط وتُعيد رسم خريطة التوترات الإقليمية.

- المقالات
- حوارات