
وصف معمر الإرياني، وزير الإعلام ، الفيلم الوثائقي الذي بثته قناة "العربية" عن اللحظات الأخيرة للرئيس الشهيد علي عبدالله صالح، بأنه "تذكير صارخ بجريمة اغتيال مروعة، وشهادة حية على وحشية المشروع الحوثي، وكشف صريح لطبيعة مليشيا لا عهد لها ولا ميثاق، تمتلك من القيم فقط الغدر والخيانة والانقلاب على الوطن".
وأكد الإرياني أن الوثائقي "أعاد إحياء ذاكرة الخيانة التي ارتكبتها المليشيا بحق الرئيس صالح، الذي اختار في لحظة الحسم الوقوف إلى جانب الجمهورية، والانحياز للشعب والكرامة، وواجه غدر الحوثي بشجاعة نادرة، دون فرار أو مساومة، وسقط مقاتلاً في الميدان، فربح شرف الموقف ونهاية عظيمة".
الحوثي لم ينتصر بقوته.. بل باستغلال تشتتنا
وأشار الإرياني إلى أن الفيلم "أثبت مجدداً أن المليشيا الحوثية ليست قوية كما تُروج، بل نجحت في التسلل من شقوق الصف الجمهوري، واستثمرت تباينات القوى الوطنية، واستغلت هشاشة الموقف وتشتت الأولويات، حتى وصلت إلى كل بيت يمني".
وأضاف: "الحوثي لم ينتصر بقوته، بل بفرقتنا. ولا يمكن لأي طرف، مهما بلغ حجمه، أن يستعيد اليمن منفرداً. فالنصر لن يكون من نصيب فئة دون أخرى، بل سيكون ثمرة وعي جماعي بأن اليمن يتسع للجميع، وأن وحدة الصف الوطني هي السلاح الأقوى في وجه هذا المشروع الكهنوتي الدخيل".
دعوة للوحدة والمصالحة الوطنية
في سياق حديثه، شدد الإرياني على أن "هذه اللحظة الفاصلة من تاريخنا لا تسمح بتصيد الأخطاء أو اجترار الخلافات. جميعنا بشر عرضة للخطأ، لكن الزعيم علي عبدالله صالح، في لحظة الحقيقة، اختار الوقوف في صف الجمهورية".
وأكد أن الفيلم "أيقظ فينا ذاكرة الغدر، لكنه في الوقت نفسه أعاد بث روح المقاومة، وأثبت أن فينا من الكرامة والعزيمة ما يكفي لاستعادة الدولة، متى ما توحدنا حول مشروع وطني جامع، لا يقصي أحداً ولا يُبنى على أنقاض أحد".
معركة وعي وهوية
وأوضح أن "المعركة مع الحوثي ليست فقط عسكرية، بل هي معركة وعي، وذاكرة، وهوية".
وقال إن الوثائقي "أضاء لحظة مفصلية في تاريخنا الحديث، تستوجب التوقف والتأمل، لنتعلم أن لا نصر بدون مصالحة وطنية، ولا مستقبل إن ظللنا أسرى للماضي وخلافاته".
واختتم الإرياني تصريحه بدعوة مفتوحة لكل اليمنيين: "لتكن رسالة هذا الوثائقي دعوة للاتحاد، وللارتقاء فوق الجراح، والتعالي على الخلافات، والمضي قدماً نحو معركة استرداد الجمهورية، يداً بيد، قلباً واحداً، وراية واحدة".

- المقالات
- حوارات