
وجّه فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الأجهزة الأمنية والعسكرية باتخاذ إجراءات فورية للتحقيق في اغتيال الاستاذة إفتهان المشهري، مديرة صندوق النظافة والتحسين بمحافظة تعز، وتقديم الجناة إلى العدالة، خلال اتصالات هاتفية مع قيادات المحافظة اليوم الخميس.
وأكدت مصادر رئاسية أن الرئيس عبّر عن "أقصى درجات الحزن" إزاء الجريمة التي وصفها بـ"المنافية لكل القيم الإنسانية"، ونوّه إلى أن استهداف الكوادر الخدمية يُجسّد محاولةً لتعطيل جهود إعادة الإعمار في المناطق المحررة.
ودعا في اتصالاته مع محافظ تعز نبيل شمسان وقيادات أمنية وعسكرية إلى "تسخير كل الإمكانات لفكّ ألغاز هذه الجريمة البشعة، وتعزيز التعاون بين الأجهزة الاستخبارية لاستئصال شبكات العنف التي تهدد السلم المجتمعي".
وقال الرئيس إن "الإرهاب آفة يجب مواجهتها بحزم"، مشدداً على أن الدولة لن تتهاون مع أي محاولات لزعزعة الأمن عبر استهداف المُصلحين والمخلصين في العمل العام.
ونوّه إلى أن الشهيدة المشهري، التي عُرفت بجهودها في تحسين الخدمات البلدية تحت ظروف استثنائية، تمثل "رمزاً للعطاء الوطني الذي يستحق التقدير والحماية".
وشدّد العليمي على ضرورة تعزيز التنسيق بين القوات المسلحة والأمن والمقاومة الشعبية لصدّ التهديدات التي تشنّها المليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية المرتبطة بها، معرباً عن تقديره "لوحدة أبناء تعز في مواجهة التحديات"، واصفاً صمودهم بأنهم "درع الوطن الأول في معركة البناء والاستقرار".
وتزامن الاتصال الرئاسي مع تصاعد المخاوف الأمنية في تعز، التي شهدت خلال الأسابيع الماضية سلسلة هجمات استهدفت مسؤولين محليين وعناصر أمنية، في مؤشرٍ على تفاقم الصراع الخفي بين القوى الوطنية والخلايا المتطرفة الناشطة في المحافظة. وتشير تقارير ميدانية إلى أن الجريمة الأخيرة تأتي ضمن موجة اغتيالات منهجية تهدف إلى إرباك العمل الحكومي ووقف مشاريع البنية التحتية الحيوية.
يُذكر أن صندوق النظافة والتحسين بتعز يُعدّ أحد الركائز الأساسية في مواجهة التحديات البيئية والإنسانية الناتجة عن الحرب، حيث نفّذت المديرة الراحلة عدداً من المبادرات لتحسين شبكة الصرف الصحي وإدارة النفايات في ظل ظروف مالية ومعوقات لوجستية بالغة الصعوبة.

- المقالات
- حوارات