احتضنت العاصمة البحرينية المنامة أول لقاء بين المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، ومسؤول في الحكومة اليمنية منذ شهرين وذلك على هامش أعمال “حوار المنامة” الذي يحضره عدد من قادة وممثلي دول العالم.
ومنذ مطلع سبتمبر/أيلول الماضي نفذ مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن ثلاث جولات في المنطقة، شملت كلاً من الرياض ومسقط، التقى خلالها ممثلي جماعة الحوثي في مسقط لمرتين، في حين لم تسجل أية لقاءات رسمية له مع مسؤولي الحكومة اليمني خلال هذه الجولات.
وقال وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني إنه التقى على هامش حوار المنامة، أمس الجمعة 31 أكتوبر/تشرين الأول، المبعوث الأممي إلى اليمن وجرى بحث مستجدات الأوضاع في اليمن، والجهود الأممية والدولية الرامية إلى دعم الاستقرار وتعزيز العمل الإنساني في البلاد.
وأوضح في تدوينة على منصة “إكس” تابعها يمن ديلي نيوز، أن اللقاء تطرق إلى الانتهاكات المستمرة التي ترتكبها جماعة الحوثي المصنفة إرهابية بحق موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
وذكر أن الحكومة شددت على ضرورة الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين وضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني.
وكان آخر لقاء رسمي للمبعوث الأممي بالحكومة في 20 أغسطس/آب الماضي حين التقى في الرياض رئيس مجلس القيادة الرئاسي ومعه عضو مجلس القيادة الرئاسي، سلطان العرادة، بعد تعذر لقائه في عدن خلال زيارة نفذها مطلع يوليو/تموز الماضي استمرت يومين.
في 2 سبتمبر/أيلول، أنهى المبعوث الأممي زيارة إلى مسقط التقى خلالها بكبار المسؤولين العمانيين، وكبير مفاوضي جماعة الحوثي محمد عبدالسلام، إضافة إلى عدد من ممثلي السلك الدبلوماسي، بحسب بيان صادر عن مكتب المبعوث.
وقال مكتب المبعوث الأممي إن “غروندبرغ” أعرب خلال لقاءاته عن قلقه من استمرار دوامة الأعمال العدائية بين الحوثيين وإسرائيل وتداعياتها على اليمن والمنطقة، مجدداً إدانته لعمليات الاعتقال التعسفي التي طالت موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في مناطق سيطرة الجماعة، ومطالباً بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم.
وفي أكتوبر/تشرين الأول، المنصرم عاد غروندبرغ في جولة جديدة إلى الرياض التقى فيها سفراء السعودية والإمارات والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، إضافة إلى عدد من ممثلي المجتمع الدبلوماسي الدولي.
الجولة التي اختتمها في 15 أكتوبر/تشرين الأول لم تتضمن أي لقاءات مع قيادات مجلس القيادة الرئاسي أو الحكومة اليمنية، الذين كانوا يتواجدون في العاصمة السعودية الرياض.
وفي جولته الثالثة منذ سبتمبر الماضي والتي ماتزال قائمة التقى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن يوم الأربعاء الماضي 29 أكتوبر/تشرين الأول المتحدث الرسمي باسم جماعة الحوثي محمد عبدالسلام، كما التقى الخميس نائب وزير الخارجية الإيراني الذي زار مسقط.
وقال متحدث الحوثيين إنه ناقش خلال اللقاء مع “غروندبرغ” خارطة الطريق المتفق عليها مع السعودية، ودعا إلى الإسراع في تنفيذ بنودها، خاصة ما يتعلق بـ “الاستحقاقات الإنسانية”، على حد قوله.
ويكثف المبعوث الأممي من لقاءاته بالحوثيين برغم إعلان الجماعة المتكرر رفضها استقباله، واستمرارها في حملات اختطاف موظفي الأمم المتحدة، الذين تجاوز عددهم 50 موظفاً، بينهم 43 مهددون بالمحاكمة وفق ما أفادت تقارير أممية.
يأتي ذلك فيما حذر التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، من مساعٍ لمنح الغطاء والشرعية لجماعة الحوثي المصنفة إرهابية، وإيجاد تسوية معها. داعياً كل القوى السياسية والمجتمعية إلى عدم الانسياق وراء هذه المساعي الرامية لشرعنة الحوثيين أو أي تشكيلات مسلّحة خارجة عن الدولة.
وكانت العاصمة العُمانية مسقط شهدت الخميس الماضي 30 أكتوبر/تشرين الأول تحركات دبلوماسية مكثفة لنائب وزير الخارجية الإيراني، مجيد تخت روانجي، ركزت على بحث تطورات الملف اليمني في ظل المساعي الأممية لإحياء خارطة الطريق التي طُرحت أواخر عام 2023.
الدبلوماسي الإيراني “روانجي” في سلسلة لقاءات له التقى بوزير الخارجية بدر البوسعيدي، إضافة إلى متحدث حكومة الحوثيين غير المعترف، ومبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ.
ووصف “روانجي” زيارته لعمان بأن كانت ناجحة ومثمرة” رغم أنها كانت قصيرة.
وفي 23 ديسمبر/كانون الأول 2023، أعلن مبعوث الأمم المتحدة “هانس غروندبرغ” عن خارطة طريق لتحقيق السلام في اليمن، تتضمن مجموعة تدابير توصلت لها الأطراف اليمنية بعد سلسلة اجتماعات مع الأطراف في الرياض ومسقط.
وقال “غروندبرغ” في حوار سابق مع “يمن ديلي نيوز” إن التدابير تتضمن وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، وتحسين الأوضاع المعيشية، وفتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات، ودفع رواتب القطاع العام واستئناف تصدير النفط، وتخفيف القيود على مطار صنعاء وميناء الحديدة.
- المقالات
- حوارات








