أقدمت عناصر مسلحة تابعة لجماعة “الحوثي” مساء الخميس الماضي، على اغتيال الدكتورة وفاء صدام المخلافي، خريجة كلية الطب، للاستيلاء على مبلغ مالي كان بحوزتها.
وجاءت هذه الحادثة المروعة في ظل تكتم شديد من قبل جماعة “الحوثي” لتكشف عن حجم الانفلات الأمني الذي بات سمة مميزة، للمناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة.
تعتيم على الجريمة
الجريمة، التي وقعت في حي الحصبة وسط صنعاء، كشفت عن حجم التعتيم الذي تمارسه الأجهزة الأمنية التابعة لجماعة “الحوثي”، والتي أخفت الضحية وسيارتها عن أهلها لساعات.
[منذ سيطرة جماعة "الحوثي" على العاصمة اليمنية صنعاء قبل عقد من الزمن، تحولت مناطق نفوذها إلى نموذج مغلق يقوم على القمع والتجويع. ]
منذ سيطرة جماعة “الحوثي” على العاصمة اليمنية صنعاء قبل عقد من الزمن، تحولت مناطق نفوذها إلى نموذج مغلق يقوم على القمع والتجويع.
كما أقدمت الجماعة “الحوثية” على اعتقال ابن عم الضحية بذريعة التحقيق، وسط محاولات واضحة لفرض سيطرة إعلامية على تفاصيل الحادثة، قبل تسربها إلى الرأي العام.
مصادر مطلعة كشفت لـ”الحل نت”، أن جماعة “الحوثي” تخطط لإصدار رواية رسمية للحادثة، تحاول من خلالها تبرئة نفسها، مدعية أن الجريمة نتيجة “سوء تفاهم” بين الضحية وبعض المقربين لها.
ويكشف هذا المخطط عن محاولة جماعة “الحوثي” لتضليل الرأي العام، والتغطية على فشل الأجهزة الأمنية في حماية المدنيين.
وفي الوقت نفسه، بدأ بعض ناشطي جماعة “الحوثي” في الترويج لهذه الرواية قبل الإعلان الرسمي، في إطار استراتيجية متكررة للتلاعب بالمعلومات وكسب الرأي العام، بما يكرس ثقافة الإفلات من العقاب.
رواية مفضوحة
بيان جماعة “الحوثي” الذي صدر اليوم السبت بشأن الجريمة، حاول تزييف الحقائق وتبرئة أجهزة الجماعة من أي مسؤولية، متجاوزاً كل الوقائع الميدانية التي رصدتها المصادر المحلية.
[بعد انتهاء الحرب في غزة، عادت أصوات الجوعى والمقهورين إلى الواجهة من جديد، في قلب صنعاء وعموم مناطق سيطرة جماعة "الحوثي".]
بعد انتهاء الحرب في غزة، عادت أصوات الجوعى والمقهورين إلى الواجهة من جديد، في قلب صنعاء وعموم مناطق سيطرة جماعة “الحوثي”.
ولم تكن الحادثة مجرد “اعتداء عشوائي” على سيارة كما زعمت جماعة “الحوثي”، بل جريمة تم تأجيل الإعلان عنها لمدة يومين، مع إخفاء الجثة والسيارة عن أهل الضحية، واعتقال ابن عمها وتهديد سكان الحي بعدم النشر، في سياسة واضحة للتعتيم والتلاعب بالرأي العام.
بين القمع والتجويع.. كيف يدير “الحوثي” المناطق الخاضعة له؟
وتمثل هذه الجريمة، انعكاساً واضحاً لسياسات جماعة “الحوثي”، التي تقوم على الإخفاء القسري، وتحويل المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى فضاء مفتوح للسطو المسلح من قبل عناصرها.
جرائم منظمة
تأتي هذه الجريمة، في سياق تقرير حديث لـ”الشبكة اليمنية للحقوق والحريات”، الذي وثق أكثر من 1241 انتهاكاً ارتكبتها جماعة “الحوثي”، خلال الشهرين الماضيين فقط من عام الجاري 2025.
وشملت الانتهاكات، 32 حالة قتل، بينها 7 أطفال و5 نساء، و613 حالة اعتقال واختطاف، إضافة إلى عشرات المداهمات ونهب المنازل وإغلاق المدارس والمحلات التجارية.
وتؤكد هذه الانتهاكات، أن بيئة صنعاء ومناطق سيطرة جماعة “الحوثي” عموماً قد غدت مرتعاً للجريمة المنظمة، والانتهاكات اليومية بحق المدنيين.
- المقالات
- حوارات








