تاريخ وطن وإرادة شعب
الساعة 10:49 مساءاً

بقلم/ * فندة العماري

في كل عام، ومع اقتراب ذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام، نقف جميعاً، رجالاً ونساء، على امتداد الوطن، أمام حدث استثنائي يُخلّد إرادة شعب ويجسد مسيرة أمة. ففي هذه الأيام نُحيي الذكرى الثالثة والأربعين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام، ذلك الكيان الوطني الذي وُلد في عام 1982م ليكون منارة للوطن، وصوتاً للحكمة، ورمزاً للوفاق الوطني.

لقد شكّل المؤتمر الشعبي العام منذ انطلاقته تجسيداً حقيقياً للتوازن الوطني، وكان ولا يزال حجر الزاوية في البناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي في اليمن. فكل مرحلة من تاريخه حملت بصمات واضحة في تعزيز التنمية، وترسيخ مفهوم الدولة، وبناء الإنسان اليمني، وهو ما جعل من هذه الذكرى جزءاً لا يتجزأ من ذاكرة الأجيال والتاريخ السياسي للبلاد.

وتأتي هذه المناسبة اليوم، ونحن نحتفل بها من محافظة مأرب الأبية، التي جسّدت النموذج الحضاري الأسمى في الصمود والكرامة، ووقفت سداً منيعاً في وجه العنف والدمار الذي فرضته المليشيات الحوثية الإرهابية. كانت مأرب الملاذ الآمن لكل اليمنيين، واحتضنت أبناء الوطن من كل المحافظات بصدر رحب، مستندة على قيادتها الحكيمة ممثلةً باللواء سلطان بن علي العرادة، عضو مجلس القيادة الرئاسي ومحافظ المحافظة، الذي سخّر كل الإمكانيات لخدمة النازحين، وتوفير كافة سبل الحياة الكريمة لهم رغم قسوة الظروف.

وللمرأة في مأرب قصة نضال استثنائية، فهي الأم الثكلى، وهي الأخت الصابرة، وهي المعلمة والطبيبة، والممرضة والمناضلة. عاشت مرارة الفقد، وتحملت أعباء الأسرة، وواجهت الحرب بشجاعة وصمود نادر. إنها مثال حي للمرأة اليمنية الصامدة، التي لم تستسلم رغم الألم والمعاناة، وكانت على الدوام الحاضنة القوية لكل من حولها.

ومن هذا المنطلق، نؤكد أن المؤتمر الشعبي العام منذ تأسيسه أولى اهتماماً خاصاً بدور المرأة، وشجّع على مشاركتها في الحياة السياسية والإدارية، وسعى إلى تأهيلها وبناء قدراتها لتكون شريكاً فاعلاً في مسيرة التنمية. فالمؤتمر انطلق من مبادئ راسخة تقوم على الحقوق المتساوية لكل المواطنين، ومن هنا حرص على توفير المناخ القانوني والتشريعي الذي يضمن للمرأة اليمنية دوراً حقيقياً وفاعلاً في كافة الميادين.

لكننا، ونحن نحتفل بهذه الذكرى، لا يمكن أن نغضّ الطرف عما تتعرض له المرأة اليمنية من انتهاكات جسيمة وغير مسبوقة على يد مليشيا الحوثي. تلك الانتهاكات التي خرقت القوانين، وتجاوزت الأعراف والتقاليد اليمنية الأصيلة التي طالما احترمت المرأة وقدّرتها. فهناك حملات ممنهجة استهدفت حريتها، وحقوقها، وكرامتها، في محاولة لإعادتها عقوداً إلى الوراء.

إن المؤتمر الشعبي العام كان وما يزال في مقدمة الصفوف في معركة الصمود والتحدي، دفاعاً عن الجمهورية، وعن كرامة الإنسان اليمني. فقد قدّم المؤتمر، وبقياداته في مختلف الجبهات، مواقف بطولية ومشرّفة في وجه المشروع الحوثي المدمر، وكانت فروعه، وفي طليعتها فرع المؤتمر في مأرب، عنواناً للثبات في معركة الدفاع عن الدولة.

وإننا في القطاع النسوي للمؤتمر الشعبي العام، نؤمن بأن المرحلة القادمة تتطلب مزيداً من التلاحم.

*رئيسة القطاع النسوي بفرع المؤتمر الشعبي العام بمحافظة مأرب

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
تواصل معنا