*نحن هنا اليوم في تعز ومعي إخواني أعضاء مجلس القيادة الرئاسي والفريق الوزاري والاستشاري المرافق لنحيي صمود أبطال وأبناء هذه المحافظة في الدفاع عن الجمهورية والحرية والكرامة، وقيم العدالة والمساواة في مواجهة المشروع الإمامين الذي دفنه شعبنا منذ سبعة عقود.
*نؤكد على دور تعز المحوري في المعادلة الوطنية كصانعة للتحولات ومهد للتغيير، وحاضنة لحركات النضال، والتحرر الوطني شمالاً وجنوباً.
*تعز التي أنجبت الأستاذ النعمان، ورفاقه العظماء رجالاً ونساءً واحتضنت الزبيري، وعلي عبدالمغني، والشعبي، ولبوزه وباذيب وكانت منطلقاً للذود عن صنعاء شمالاً، وملاذاً وخط إمداد لا يتوقف للتحرير الناجز جنوباً، ستبقى خالدة في الذاكرة الوطنية كصانعة للتحولات، ومهد التغيير، وعاصمة للصمود، ورفض العنصرية، والاستبداد.
*تعز التي عرفت بآلهة الخصب ومحراب للحب وقصة لا تموت، هي أيضاً المجد، والساحل والميناء العريق، وأبرز عاصمة لدولة قانون في التاريخ الوسيط، وأخلدها ذكراً وأبعدها صيتاً وكرماً، وتضحية.
*تعز هي معقل التبع الأكبر الذي قدم لنا أول فكرة مثلى لهزيمة العنصرية، والإمامة بنهج دولته الرسولية التي تركت إرثاً زاخراً من الشواهد العامرة بالمدارس والحصون والعلماء، في مقابل الدم والبارود، وتاريخ من الغزو والفيد الذي ورثه لنا الإماميون فديمهم وحديثهم.
*من هنا مر ثوار سبتمبر، وأكتوبر معاً، بمن فيهم ثلاثي النصر في ملحمة السبعين يوماً. القاضي الأرياني، والفريق العمري، والنقيب عبد الرقيب عبد الوهاب، كما جسد فيها الشهيد أحمد سيف اليافعي قيم التلاحم بين الشمال والجنوب في أفضل صورة..
وهنا يجتمع اليوم في هذه القاعة أبناؤهم وأحفادهم مجدداً من كل أنحاء اليمن يؤكدون على أنهم جميعاً في ملحمة أسطورية أخرى ليس أمامها من خيار سوى النصر، وبناء الدولة الاتحادية العادلة.
*من الصعب إيفاء محافظة تعز حقها، وهي التي كان لها الفضل مع باقي أبناء المحافظات المحررة في ردع المشروع الإمامي، وإبقاء شعلة التغيير وهاجة في القلوب، والأرجاء.
*إن أفضل سبيل لرد جميل هذه المحافظة هو التحرير الناجز، وجعلها كما كانت على الدوام منطلق للخلاص من قوى الاستبداد، والاستعمار، والكهنوت في كل ربوع الوطن. وتلك هي المسؤولية، والأولوية التي ارتضاها أبناء تعز على مر العصور، ومهما قيل عن حراكهم الوطني من أباطيل، فسيبقى ذلك مثالا للإيثار، ونزوعاً أصيلاً نحو الدولة العصرية التي يستحقها جميع اليمنيين.
*أبناء تعز لا يمكن أن يقايضوا الحرية والمواطنة المتساوية بدعايات زائفة من أي نوع، ولا يمكن أن تلهيهم مبادرة هنا أو هناك عن معاناة شعبنا في مناطق سيطرة الميليشيات المكبل بقيود من القهر، والعنصرية بعد نحو سبعة عقود من المولد السبتمبري العظيم.
*دعم صمود محافظة تعز والتخفيف من معاناة أبنائها، وخلق فرص العمل، وتحسين خدماتها بما في ذلك تطوير منظومة التعليم، وتنمية مواردها المحلية، ورعاية أسر الشهداء والجرحى، ستظل أولوية قصوى على كافة المستويات.
*تم استهلال هذه الزيارة لمحافظة تعز بوضع حجر الأساس لنصب الشهداء التذكاري الذي يخلد تضحيات أبناء هذه المحافظة الأبية وكل شهداء الجمهورية، فضلاً عن تدشين ووضع حجرا لأساس لأكثر من 260 مشروعاً حيوياً. وهذه المشاريع التي دشناها أو وضعنا حجر أساسها اليوم هي في الغالب بدعم من الأشقاء في المملكة العربية السعودية، وفي مقدمتها كليات الطب، والتمريض، والصيدلة ومركز الأورام، ومحطة كهرباء المدينة بقدرة ثلاثين ميغاوات، إضافة إلى طريق التربة لحج الاستراتيجي، والمستشفى التعليمي، وكلية مرتقبة لطب الأسنان، فضلاً عن تلك المشاريع التي ينفذها الأشقاء في الإمارات العربية المتحدة بمديريات الساحل الغربي.
*نتوجه بالشكر والتقدير لقيادة السلطة المحلية، وكافة الفعاليات في المحافظة على دورها المشهود في إبقاء صوت أبنائها عاليا وفي المقدمة المكونات السياسية، ولجنة المصالحة والسلم الاجتماعي التي ضربت مثالا يحتذى في تعزيز قيم التسامح واعلاء المصلحة العامة، وكذلك الشخصيات والوجاهات الاجتماعية ورجال العدالة، والمرأة والشباب الذين حملوا على الدوام مشاعل التغيير، والابداع في مقاومة الحرب، وتعزيز فرص الصمود.
*لقد ظهرت محافظة تعز خلال هذه الزيارة بمستواها اللائق، ونتمنى ألا يكون ذلك إجراء عابرا أو موسميا بل برنامج عمل مستدام في مختلف القطاعات. ونؤكد بأن مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، سيراقبون أداء السلطة المحلية بما في ذلك على مستوى المديريات خلال الستة الأشهر المقبلة وتقرير ما يلزم لتصحيح الأداء وتعزيز حضور مؤسسات الدولة.
*سنعمل على الاستجابة لنداءات الجرحى وأسر الشهداء من خلال حلول جذرية تليق بتضحياتهم الغالية من أجل رفعة وعزة وطننا.
*نؤكد على التعليم النوعي والتقني ونشجع جامعة تعز والجامعات الخاصة على التحول نحو التخصصات التقنية والنوعية بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، ونظم الاتصالات والمعلومات.
*وجهنا بإخلاء المؤسسات المدنية من المظاهر المسلحة ومن ضمنها نادي الصقر الذي تم تسليمه اليوم وكذلك المعهد الفني والذي سيتم إعادة تأهيله بتمويل من البرنامج السعودي وكذلك وجهنا بإخلاء مساكن المواطنين وإذا هناك مساكن على خط التماس مع العدو يتم استئجار هذه المنازل أولاً لنعزز من ثقة المواطن ولكي يأمن على منزله وثانياً لكي يستأجر بمبلغ الإيجار منزل يسكن فيه في مكان أخر. وأنا وجهت المحافظ رئيس اللجنة الأمنية بتنفيذ هذه الخطوات وأي قائد وأي مسؤول لا ينفذ لدينا لجنة رئاسية جاهزة برئاسة الأخ علي المعمري ومعه مجموعة من القيادات فاذا لم ينفذوا ستنزل اللجنة الرئاسية وستحاسب الذي لم ينفذ هذه التعليمات.
*أدعو القوى السياسية والمدنية إلى مزيد من التعاضد، وتعظيم شراكاتها، والتفرغ لمعركة الشعب اليمني كعنوان عريض، وميثاق شرف للمرحلة المقبلة.
*أنا على ثقة بأن أبناء تعز المثقلون بأوجاع هذه المحافظة، سيكونون على قدر كبير من المسئولية، وسيترفعون عن المهاترات الجانبية، والتحرر من تأطيرهم كمجتمع أكثر قابلية للفرقة والشقاق، وسيستحضرون في كل لحظة، قوله تعالى: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) صدق الله العظيم.
*فخامة الدكتور /رشاد محمد العليمي - رئيس مجلس القيادة الرئاسي
*مقتطفات من كلمة فخامته في اللقاء الموسع لقيادات السلطة المحلية والأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والأكاديميين والمشايخ والوجهات الإجتماعية والمرأة والشباب بمحافظة تعز يوم الثلاثاء 27 أغسطس 2024م
- المقالات
- حوارات